قصة بعثة نبي الله داود عليه السلام
بعثة نبي الله داود عليه السلام - صور
*بعد وفاة يوشع بن نون اشتدت الأزمات وسادت الفوضى بين بني إسرائيل في فلسطين وارتد كثير منهم عن العقيدة اليهودية إلى الوثنية السائدة في المجتمع الكنعاني فنهض عدد من الزعماء المحليين محاربين لمثل هذه المعتقدات الباطلة وهؤلاء هم القضاة التي سميت حقبة من التاريخ اليهودي باسمهم. وفي هذه الأثناء شن الفلسطينيون هجوماً كبيراً على بني إسرائيل وسبوا تابوت عهد الرب. كما قام المديانيون والعمونيون والمؤابيون والآراميون بشن غاراتهم ضد بني إسرائيل وساعدهم على ذلك حالة الفرقة التي كانت تمزق الأسباط الإسرائيلية من الداخل.
-واستمرت حالة الفوضى حتى جاء النبي صمويل والذي نجح في جمع مجلس يجمع ممثلي أسباط الشمال والجنوب، ورشح لهم شاؤول (طالوت) ملكاً على كل بني إسرائيل فبايعوه في الجلجال، قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ...}البقرة247..
- ثم استعان برجل قوي يجيد فنون القتال من سبط يهوذا وهو داود عليه السلام الذي كان كثير العبادة والتبتل إلى الله، وسخر له الجبال يسبحن بالعشي والإشراق ووهبه صوتاً عذباً جميلاً كان يترنم بقراءة الكتاب الذي أنزله الله عليه وهو الزبور وقد ذاع صيت داود حينما التحم جيش طالوت بجيش جالوت ملك الكنعانيين في يبوس، قال تعالى: {وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ...}البقرة 250-251.
-ولما رأى طالوت بطولة داود وشجاعته قربه إليه وزوجه ابنته إلا أن طالوت شعر بميل الناس نحو داود والتفافهم حوله فحاول الغدر به لكنه لم يتمكن فندم على عمله فترك الحكم وهام على وجهه في الأرض يستغفر الله من سوء عمله حتى وافاه الأجل المحتوم في الوقت الذي التف فيه العبرانيون حول داود، قال تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ }ص20..
-فأخذ يكافح من أجل إعلاء كلمة الله ونشرها داخل أرض فلسطين بين الكنعانيين وبني إسرائيل، وبعد الاستيلاء على القدس واستعادة تابوت العهد، صار للدولة في عهده مملكة قوية ولا سيما بعدما استولى على مدن الكنعانيين وضمها لمملكته، ثم أخذ بالتوسع حتى أخضع مؤاب وأدوم وشرق الأردن، بعدها توجه إلى آرام وزحف صوب دمشق واستولى عليها وامتدت سيطرته إلى حماة.
-قال تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26.
-قال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16.
نسب داود وسليمان عليهما السلام.
بعثة داود عليه السلام.