في الوقت الذي يتشكل فيه التحالف الدولي لمحاربة داعش، امتنعت ايران عن تقديم المساعدة لهذا المسعى. جاء الرفض مباشرة من المرشد الاعلى خامنئي خلال خطاب على التلفزيون. في تحليلنا سوف نقيّم كيف أن موقف ايران من داعش مرتبط بتدخلاتها في المنطقة.
لايران تأثير مباشر وحاسم على تنامي مشكلة داعش. في العراق تم تشجيع السياسات الطائفية من قبل طهران وهذا من الأسباب الرئيسية التي نتجت عنها انهيار سلطة الدولة في الموصل والتي وفرت لداعش الاسلحة والمال التي تحتاجه لتشكيل جيشها الارهابي.
بالطبع تحاول ايران تجنب الحديث عن داعش لتتفادى لومها على دورها في تضخم داعش: عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس النواب الإيراني، محمد صالح جوكار قال بأن الجرائم التي تحدث في سوريا، العراق وغيرها من الدول الاسلامية سببها تأثيرات خارجية. بالتأكيد تجاهل جوكار ذكر أنه عدا عن وجود القوات الايرانية ووكلائها مثل حزب اللع والميليشيات العراقية، فلا وجود لحضور أي دول أخرى. كما أنه تجاهل ذكر أفغانستان، البحرين واليمن، وكلها تعاني من مشاكل أمنية بسبب التدخل الايراني.
لطالما حاول النظام الايراني توسعة سيطرته على المنطقة لكنه تفادى الانتشار المسلح على نطاق واسع، فقد اختار استراتيجية تخفيض التكلفة على المدى الطويل لزعزعة الاستقرار والأمن في كل الاتجاهات. هذا النظام فشل في فهم أن هذه الاستراتيجية قادت إلى تنامي معارضة عازمة على عكس المكتسبات الايرانية ومنافسة ايران وعملائها ومايتبعها من حكومات.
داعش نتيجة طبيعية للتدخل الايراني. يمكن أن تكون تهديدا مباشرا للمصالح الايرانية. المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس النواب الإيراني سيد حسين نقوي حسيني توسل للدول الاسلامية من أجل تنظيف الفوضى التي تسببت بها ايران. فداعش على عتبات ايران، ولن تختفي إن قامت ايران باغلاق عيونها عن المشكلة.