وفيه ذكر الساعة، وأنه إذا كان جبريل لا يعلمها ولا يعملها محمد -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلَهِ وَسَلَم-، فأجدر أن لا يعلمهما غيرهما من المخلوقين، قال تعالى: ﴿يسألونك كأنك حفي عنها﴾;، وقال: ﴿يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها﴾;، «خمسٌ لا يعلمهن إلا الله»، ومنها: «لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله»، والله يقول: ﴿وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت﴾;»، إلى آخر الأدلة؛ ويأتي بعض المهلوسين ويُحدد زمن قيام الساعة في رسالة «عمر أمة الإسلام» أكذب الله ذلك الكذاب، والسيوطي قدوته في هذه اللفلفة، فحقيقة أنه باطل وضلال، ذلك الكتاب فيه كذب، وفيه أيضًا تشكيك في شيء مقطوع به، وهو أنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، هي ستقوم «ستقوم في الجمعة»، لكن الله أعلم أي جمعة؟
قوله: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل»، قال: «فأخبرني عن أمارتها؟»، هذه الأمارات والعلامات المذكورة في هذا الحديث هي الصغرى وليست الكبرى.
قوله: «أن تلد الأمة ربتها»، معناه أن السراري تكثر، فيتزوج الرجل أمة وهو حرٌّ، فتلد بنتًا فتكون البنت سيدة أمها.
قوله: «الحفاة العراة»، فيه أن الإخبار عن صفات إنسان ليست غيبة، وليس قدحًا إذا كان على صفة التعريف بمن هذه صفته، لقصد التعريف لا للتنابز.
قوله: «رعاء الشاة يتطاولون في البنيان»، فيه أن كثيرًا من العرب يحبون رعي الأغنام حتى اشتهروا بذلك.
قوله: (فلبثت مَليًّا)، جاء تفسيره بثلاثة أيام، وهو في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة، مَليًّا أنه زمنًا قصيرًا، قال: «ردوه» لما خرج، فلم يجدوه، وهذا يدل أنه زمنٌ قصير، وليس ثلاثة أيام كما في تلك الرواية المخالفة للحديث الصحيح، والمعنى الصحيح.
قوله: «أتدري من السائل؟» أيضًا هذا من اختبار الطالب من باب التعليم فقط