الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من تبع هداه و بعد:
فالقُصاص من أكذب الناس على الله تبارك و تعالى و على رسوله صلى الله عليه و ءاله و سلم و لا يهتمون بتعليم الناس التوحيد و سائر العبادات من صلاة و صوم و زكاة وحج.
قال أبو إدريس الخولاني " لأن أرى في ناحية المسجد نارًا تتأجج أحب إلي من أن أرى قاصًّا يقص ".
و قال مالك " و إني لأكره القصص في المسجد ".
و كان ابن عمر رضي الله عنهما يُلقى خارجا من المسجد فيقول: " ما أخرجني إلا صوت قاصكم هذا ".
قال ضمرة: " قلت للثوري: نستقبل القاص بوجوهنا؟ قال: ولو البدع ظهوركم ".
قال أحمد بن حنبل: " أكذب الناس القصاص و السُّؤال، و ما أحوج الناس إلى قاص صدوق، لأنهم يذكرون الموت و عذاب القبر ".
قيل لابن سيرين: لو قصصت على إخوانك؟ فقال: " قد قيل لا يتكلم على الناس إلا أمير أو مأمور أو أحمق! و لست بأمير و لا مأمور و أكره أن أكون الثالث ".
و لما دخل سليمان بن مهران البصرة، " نظر إلى قاص يقص في المسجد، فقال: حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق، و حدثنا الأعمش عن أبي وائل…فتوسط الأعمش الحلقة، و رفع يديه، و جعل ينتف إبطيه، فقال القاص: يا شيخ ! ألا تستحيي؟، نحن في علم و أنت تفعل هذا؟، فقال الأعمش (( الذي أنا فيه خير من الذي أنت فيه. قال: كيف؟ قال: لأني في سنة، و أنت في كذب، أنا الأعمش، و ما حدثتك مما تقول شيئا!!. فلما سمع الناس ما ذكر الأعمش، انفضوا عن القاص، و اجتمعوا حوله، و قالوا: حديثنا يا أبا محمد )) ".
و القصَّاص في زماننا هذا موجودين بمسميات أخرى مبهرجة، كلقب الداعية و المفكر و الواعظ، و غيرها من الألقاب.
المرجع كتاب الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله، جمع و تعليق و تخريج الشيخ جمال بن فريحان الحارثي حفظه الله.
و عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " مر بقاصٍ ، فقال : أتعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال : لا ، قال : هلكت وأهلكت ". صححه الألباني في العلم لأبي خيثمة.
و لي هنا وقفة يسيرة مستنبطة من أثر على رضي الله عنه و هي أن القصاص لا يهتمون بالعلم و الأسلوب العلمي الصحيح من تأصيل و فقه و لا بالحديث سواء كان رواية أم دراية.
و الآثار عن السلف كثيرة جداً في ذم القصاص و طريقتهم البدعية التي لا يجني منها المسلم إلا قصص حماسية ملفقة، ناهيك عن عدم عنايتهم بالتصحيح و التضعيف فهم يختارون ما يتمشى مع مقاصدهم و ربما مع قصتهم الآنية و لو لم تصح الرواية.
و رواية قصة معينة أحياناً لغرض العظة بعد التأكد من صحتها عن السلف، هذا لا بأس به و يصدر ذلك عن علمائنا بل و سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، لكن الشيء المذموم هو القصص عندما يُتخذ ديدننا و منهجا، بخاصة من أناس لا فقه لهم، و لا علم لهم و لكن يجمِّعون الناس و يسلونهم و يصرفونهم عن التفقه في دين الله من توحيد و غيره.
و صلى الله على محمد و على ءاله و صحبه و سلم