مشكلة رنين الجوال في المساجد
حرص الإسلام على أن تكون صلاة المسلم كاملة الخشوع والخضوع بعيدة عما يلهي عن الصلاة والانشغال بغيرها عنها ومن الأمور التي راعاها الإسلام في ذلك :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه " .متفق عليه
قال الحافظ ابن حجر : لأن الظاهر إن صنيعهم ذلك لإزالة التشويش العارض من حرارة الأرض .
عن عائشة رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي . وقال هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتنني " . متفق عليه
عن عائشة رضي الله عنها : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء " .متفق عليه
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان " . متفق عليه قال الزرقاني :" فإنما هو شيطان " أي : فعله فعل الشيطان ؛ لأنه أبى إلا التشويش على المصلي .
عن أبي سعيد قال : " اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال : ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة - أو قال في الصلاة - " . رواه أبو داود .
الخلاصة : أن الإسلام حث على الخشوع في الصلاة والاستقامة فيها ، وما نرى هذه الهواتف المتنقلة في الحالة التي ذكرت إلا سببا لضياع الخشوع من الصلاة لأن فيه تشويشا مضرا بروح الصلاة والطمأنينة فيها .
فننصح الأخوة الذين يملكون مثل هذه الأجهزة ألا يتركوها قابلة للاستقبال في وقت الصلاة أو أن يجعلوها في وضع الاستقبال الصامت لدفع الضرر الذي قد يقع على المصلين .