ماذا بعد رمضان ؟
ما أجمل أيام وليالي رمضان عشنا فيها أطيب وأجمل الأوقات
روحانية
إيمانية وراحة وسكينة وسلام ولله الحمد والمُنة بشاير وبركات
ووعود من الله لعباده المؤمنين ومن أوفى بعهده من الله
جل في عُلاه
سؤال هنا لكل نفس مؤمنة ولكل روح تقية
ماذا بعد رمضان وكيف يكون حالنا مع أعمالنا وعباداتنا ؟
هل يضعف عزمنا ؟ هل تقل عباداتنا ؟ هل نركن للكسل والبُعد عن مُجاهدة النفس ؟
كيف يكون حالنا مع القرآن الذي كان ملازماً لنا طيلة شهر رمضان
هل تقل قراءته ام ماذا !؟
وغير ذلك الكثير والكثير من العبادات والطاعات التي يجتهد
فيها المسلم في رمضان ثم تقل بعض منهااو تختفي تماما
حقا إن رمضان موسم العبادات والطاعات ومضاعفة الحسنات
ويحق للكل الأجتهاد فيه ... بل يجب الأجتهاد والمثابرة فيه
والتزود بالأعمال الصالحة أكثر من أي شهر آخر لفضله وعظيم
شانه فهو شهر انزل فيه القرآن وشهر الغفران والرحمة والعتق
من النار .
ولكن.... ماأقصده بالذكر هنا هو أن نبقى في اجتهادنا ومثابرتنا
كما كنا في رمضان ونحاول أن ندرك ذلك ما استطعنا إليه سبيلا
وأن تبقى أرواحنا تقية طاهرة شفافة نقية وخالية من كل الشوائب
ونستمر في العبادات والعمل الصالح
ربما نقل في بعض النوافل ولكن .. نبقى في اجتهاد وعمل وعبادة
فالله موجود في كل الأوقات ورحمته واسعة وفضله عظيم
وربما عمل بسيط يعمله العبد يدخله الجنة ويباعده عن النار
او عبادة يداوم عليها او كلمة طيبة او دعوة صادقة او صدقة في السر اوصدقة
يخرجها بطيب نفس يريد بها وجه الله او صفاء نفس وبعد عن الحسد
وحب المسلمين وقضاء حوائجهم
فالمؤمن عاش في رمضان روحانية إيمانية وعبادات كثيرة واعمال جليلة
إذاً.. يستمر على ذلك حتى وأن قلت بعض الشيء المهم الاستمرار في الاجتهاد
وكأنه في شهر رمضان وينعم بذكر الله وشكره وحسن عبادته
ثم ما يلبث أن يستشعر بقرب شهر رمضان الآخر ويأخذ في الاستعداد لقدومه
والشوق له والدعاء أن يبلغه الله إياه
لينال من بركاته وفضله
وأهم ما يدرك به ذلك الإيمان الصادق واليقين والنية الحسنة الصادقة
والإخلاص لله في العبادة والطاعة وكل عمل يقوم به
و أن يطلب من الله التوفيق والسداد والعون والرشاد
فهو خير معين وأكرم الأكرمين
وللجواب على السؤال اعلاه ؟
ناخذ مثالاً يكون فيه الجواب الشافي بإذن الله
وهو مثال حياة المؤمن حقاً
فالمؤمن في عمل صالح وعبادة وطاعة طول العام
فقط في رمضان يضاعف الجهد والعمل الصالح ويتحرى الأوقات الفاضلة
وينعم بالبركات ومضاعفة الحسنات و ينعم بجميل وعود الله للمؤمنين
لكن بعد رمضان يبقى دائما
ذاكراً لربه متأملاً في ملكوته خاضعاً لعظمته محباً لقربه
شاكراً لنعمه وفضله مجتهداً في عبادته ومستمراً عليها في أى زمان
ومكان وعلى أى أرض كان قريب من الله وهمه الآخرة
عرف الله حقا وأطاعه وايقن بالجنة وطلبتها وعلم حقارة الدنيا فتركها
المؤمن سعادته في القرآن ومُناه الفوز بالجنة والنجاة من النار
حياته عملاً دائماً لآخرته ليفوز بالجنة ومرضاة الله وينال شرف القرب من ربه وينعم بجواره
فهنيئا له تلك المنزلة وذلك المرجع والمصير
هذه حياة المؤمن حقاً .. عبادة وعمل واجتهاد وصبر وأمل بالله
وحسن طن به سبحانه وتعالى
اللهم أختم بالصالحات أعمالنا وانير لنا قبورنا بنور كتابك وارزقنا الأنس بقربك
أسأل الله لي ولكم الفوز بالجنة والنجاة من النار
