ما نظرة الإسلام لكبار السن؟
أعلى الإسلام من شأن كبار السن وأمر بتكريمهم واحترامهم وتبجيلهم وبدأ بأهمهم لدى الإنسان وهما الأب والأم فقال للإنسان في أي زمان ومكان {فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} الإسراء23
ثم وصى بمن بلغ الكبر عموما من المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم {لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيْرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيْرَنَا}[1]
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى توقير الكبير : أي احترامه وتبجيله ، وخاطب الشباب خطاباً زكياً لبقاً يجعلهم يحرصون على إكرام كبار السن فقال صلى الله عليه وسلم لهم جميعاً {مَا أَكْرَمَ شَابٌ شَيْخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ الله لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ}[2]
بل إن من معجزات الإسلام العظيمة وحرصه التام على حقوق الآخرين أنه أمر برعاية المسنين من كافة الأديان والملل الأخرى
وفهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرى عجوزاً يهودياً يسأل الناس فسأله رضى الله عنه : لم تفعل هذا؟
فقال: الجزية والسن
فغضب رضي الله عنه وأمر باحضار خازن بيت المال وقال له : انظر إلى هذا وضرباءه (أمثاله) فأسقط عنه الجزية ، واجعل لهم معاشاً ثابتاً ، ثم قال قولته الخالدة : "ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نضيعه شيخاً"
وورد أنه قال : "ما أنصفناه أخذنا منه في حال قوته ، ولم نرد عليه عند ضعفه "[3]
{1} رواه أبويعلى والطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك
{2} رواه الترمذي عن أنس بن مالك
{3} المبسوط للسرخسى
منقول من كتاب {سؤالات غير المسلمين} ..